العوامل الطبيعية المؤثرة في صيد الأسماك

العوامل الطبيعية المؤثرة في صيد الأسماك

يوجد العديد من العوامل التي تؤثر في عملية صيد الأسماك، فطبيعة بيئة الأسماك تختلف عن بيئة البشر، إذ إن الظروف الجوية وحتى دورة القمر تؤثر بشكل مباشر على الأسماك بطريقة أكبر من البشر، وفي ظروف الصيد يتم تحديد نجاح الصيد نظرًا لظروف الطقس، لذلك يُعتقد أن أفضل وقت للصيد يكون عند استقرار الطقس لمدة ثلاثة أيام، إذ إن لتغيرات الطقس، نتائج سلبية على عملية الصيد، حيث تكون الأسماك في الماء بأعماق مختلفة، مما يجعل عملية رمي الطعم صعبة في مثل هذه الظروف، ومن أبرز العوامل التي تؤثر على عملية الصيد:^[١]

أولًا: درجة حرارة الماء

تعتبر الأسماك من أنواع الحيوات ذوات الدم البارد فلا يمكنها تنظيم درجة حرارة جسمها، هذا يعني أنها مجبرة على ضبط عمليات الأيض الخاصة بها على درجة حرارة الماء من حولها، حيث تميل الأسماك في المياه الباردة إلى التباطؤ، لذلك ستحتاج إلى كمية أقل من الطعام لدعم نفسها، أمّا في المياه الدافئة، ستكون أكثر نشاطًا، ونتيجة لذلك، ستحتاج إلى قدر أكبر من الطعام للبقاء على قيد الحياة، وهذا يعني أن حركة الأسماك في الماء تزداد تبعًا لازدياد درجة الحرارة.^[٢]

وأيضًا تؤثر درجة الحرارة على نسبة ذائبية الأكسجين في الماء، فكلما زادت درجة حرارة الماء قل الأكسجين الذائب، ولكل نوع من أنواع الأسماك درجة حرارة مياه دنيا لن يتغذى تحتها، ودرجة حرارة قصوى لا يمكن التنفس خلالها، لذلك يُنصح أن يكون الصياد على معرفة بهذه المعلومات، وكيف يمكن أن تؤثر درجات الحرارة على عملية الصيد.^[٣]

ثانيًا: الرياح

تعمل الرياح على تشكل الموجات، فعندما تهب الرياح على سطح الماء، يحدث احتكاك بين الماء والهواء، فكلما هبت الرياح بشكل أقوى، زاد الاحتكاك وزادت الأمواج،^[٢] حيث تزيد الأمواج من تعكر الماء، وتعمل على سحب التيارات والمواد المغذية معها، وهذا له تأثير في طريقة تصرف الأسماك.^[٣]

ثالثًا: الضغط الجوي

ينتج الضغط من التغيرات المفاجئة التي تحدث في الطقس، فيؤدي ارتفاع وانخفاض الضغط الجوي إلى تغيير الضغط على سطح الماء، وتواجه الأسماك هذا التغيير في بيئتها إما بزيادة أو انخفاض الضغط على المثانة الهوائية؛ وهي عضو يشبه للمعدة، يمكن أن تنتفخ بالهواء ويسمح للأسماك بالطفو، ومع تغير ضغط الهواء، يتغير الضغط على المثانة العائمة للأسماك، وبالتالي تؤثر التغيرات في الضغط الجوي على سلوك الأسماك.^[٤]

لا تتأثر الأسماك ذات المثانة الصغيرة مثل أسماك الدلفين والماكريل وسمك الملك بالتغيرات في الضغط الجوي بقدر تأثر الأسماك ذات المثانات الكبيرة للسباحة مثل النهاش وسمك السلمون المرقط، أما بعض الأسماك مثل التونة وأسماك القرش لا تحتوي على مثانات للسباحة، لذلك فإن التغيرات في سلوكها تكون أقل أهمية ومن المحتمل أن تكون نتيجة لعوامل أخرى مثل التغيرات في سلوك فرائسها.^[٣]

ويشير ارتفاع الضغط الجوي إلى تحسن الطقس (وفقًا للمعايير البشرية)، أمّا انخفاضه فيشير إلى تدهور الطقس (وفقًا للمعايير البشرية)، أي أن هناك عاصفة أو جبهة باردة قادمة، لذلك يؤثر التغيير في الضغط الجوي إيجابًا أو سلبًا على الصيد.^[٣]