ما هو الصيد الجائر البحري؟

يُعرف الصيد الجائر البحري (بالإنجليزية: Overfishing) بأنه صيد عدد كبير من الأسماك والمخلوقات البحرية بمعدل أكبر من قدرتها على التكاثر لزيادة أعدادها، ويعتبر الصيد الجائر البحري أحد أهم العوامل الدافعة لانخفاض أعداد الحياة البرية في المحيطات، ووفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، يرتبط الصيد الجائر ارتباطًا وثيقًا بالصيد العرضي - وهو صيد عدد متنوع وكبير من الكائنات البحرية عرضيًا أو عن طريق الخطأ أثناء صيد أنواع محددة من المخلوقات البحرية كسمك التونا مثلًا، وهذا تهديد بحري خطير يتسبب في خسارة بلا داع لمليارات الأسماك، إلى جانب مئات الآلاف من السلاحف البحرية والحيتان.[١]


كيف يؤثر الصيد الجائر على التنوع البيولوجي؟

يُخل الصيد الجائر بالتوازن القديم والدقيق للنظام البيولوجي في البحر، فالشعاب المرجانية، على سبيل المثال، معرضة بشكل خاص للصيد الجائر، إذ تحافظ الأسماك التي تتغذى على النباتات على توازن هذه النظم البيئية عن طريق تناول الطحالب، والحفاظ على الشعاب المرجانية نظيفة وصحية حتى تنمو، ويمكن أن يؤدي صيد عدد كبير من الحيوانات العاشبة - سواء عن قصد أو عن طريق الصيد العرضي - إلى إضعاف الشعاب المرجانية وجعلها أكثر عرضة للتلف بسبب الظواهر الجوية الشديدة وتغير المناخ، كما يمكن لمعدات الصيد والحطام أن تدمر بنية الشعاب المرجانية الهشة.[٢]


ويمكن أن يضر الصيد الجائر أيضًا بالأنواع البحرية الأخرى، وذلك باستخدام طريقة الصيد بشباك الجر، وهي طريقة تسحب فيها القوارب شباكًا ضخمة من خلفها في الماء، حيث تسحب أكثر من مجرد أسماك التونة والجمبري، فهي تلتقط أي شيء تقريبًا في طريقها، وقد واجهت السلاحف البحرية والدلافين وطيور البحر وأسماك القرش وغيرها من الحيوانات تهديدات وجودية لمثل هذه الطرق من الصيد العرضي.[٢]


كيفية الحد من الصيد الجائر البحري

يمكن الحد من الصيد الجائر البحري عبر الآتي:[٣]


إنشاء المزيد من المناطق البحرية المحمية

حاليًا، هناك أقل من 2% من محيطات العالم محمية في المتنزهات البحرية؛ وأقل من 1% من المحيطات محمية من أي نوع من أنواع الصيد، لذلك يجب إنشاء المزيد من مناطق حظر الصيد للسماح لأعداد الأسماك وأنظمتها البيئية بالتعافي وتجديد نفسها لضمان صيد الأسماك للأجيال القادمة.


التوقف عن الصيد بشباك الجر

شباك الجر هي عبارة عن شباك ضخمة عبر المحيط تلتقط كل الحيوانات البحرية التي تظهر في مسارها، وهذا ما يسمى بالصيد العرضي، فبعد الحصول على الفريسة المطلوبة، يتم إرجاع الأسماك الميتة إلى البحر؛ لأنها لم تكن الأسماك المستهدفة، وعلى الرغم من وجود العديد من البرامج التي تركز على تقليل نشاطات الصيد العرضي، إلا أن هذه الإجراءات ليست كافية، إذ يجب حظر الصيد بشباك الجر تمامًا.


وفي مواجهة مخزون الأسماك المستنفد وانهياره الوشيك، فرضت الحكومة الصينية حظرًا على الصيد بشباك الجر في مياه هونغ كونغ، حيث بدأ سريان هذا القانون في ديسمبر 2012، وطبقت الحكومة هذا القانون عن طريق شراء سفن الصيد المجهزة للصيد بشباك الجر، ودعم عمال السفن الذين سيتأثرون من جراء انخفاض كمية الأسماك التي يتم صيدها.


تحديد حصص الصيد في جميع أنحاء العالم

حصص الصيد هو نظام لإدارة الصيد ثبت أنه يسمح بتجديد مخزون الأسماك، مع الحفاظ على سبل عيش مجتمعات الصيد من خلال منع الانهيار المفاجئ لها، حيث يتم تحديد إجمالي المصيد المسموح به، باستخدام البيانات العلمية حول صحة مخزون الأسماك والبيئة في منطقة معينة، ويتم ترخيص حصص المصيد لكل نشاط صيد الأسماك لإخبارهم بالكمية المحددة من كل نوع من أنواع المأكولات البحرية المسموح لهم بصيدها.


يؤدي استخدام حصص المصيد إلى زيادة قيمة المأكولات البحرية، مما يعني ربحًا أعلى للصيادين، مع حماية البيئة، وذلك على عكس تحديد وقت موسم الصيد، حيث يقوم الصيادون في اندفاع مجنون لكسب عيشهم في وقت قصير واستخدام الصيد بشباك الجر أو غيرها من طرق الصيد غير المستدامة للقيام بذلك.


وجدت دراسة أجريت على أنظمة حصص الصيد الأمريكية والبريطانية الكولومبية أنه على مدى عقد من الزمان، زاد إجمالي المصيد المسموح به بنسبة 19%، وانخفض المصيد العرضي بنسبة 66%، وحقق الصيادون أرباحًا أكثر بنسبة 68% مع انخفاض حوادث العمل بمقدار الثلث، وامتثلت 100% من شركات الصيد للقوانين ولم تتجاوزها، وأكد على نجاح هذه القانون برنامج مصايد الأسماك المشترك في أوروبا أو على ساحل المحيط الهادئ للولايات المتحدة وكندا، لذلك يجب تطبيق هذا النظام في جميع أنحاء العالم، وتعزيزه حيثما وجد.

المراجع

  1. "overfishing", worldwildlife, Retrieved 1/3/2022. Edited.
  2. ^ أ ب "How overfishing threatens the world's oceans—and why it could end in catastrophe", nationalgeographic, Retrieved 1/3/2022. Edited.
  3. "OVERFISHING", therevolutionmovie, Retrieved 1/3/2022. Edited.