ما هو الصيد الجائر؟

الصيد الجائر (بالإنجليزية: Overhunting) هو نشاط يؤدي إلى انخفاض خطير في أعداد الأنواع أو إلحاق الضرر بالحياة البرية، يُعرف أيضًا على أنه مطاردة الحيوانات البرية، لقتلها أو الإمساك بها لتحقيق مكاسب اقتصادية أو شخصية أو للغذاء، إذ يستمر البشر في الاعتماد على الحياة البرية لتلبية العديد من احتياجاهم في أنحاء عديدة من العالم، وببساطة، يمكن تسمية الصيد الجائر بالاستغلال المفرط للموارد الطبيعية، ويُوصف أيضًا بأنه جريمة يجب وقفها، لأنها ليست مجرد تهديد لبقاء الحياة البرية فحسب، ولكنها أيضًا تهديد لبقاء الحياة ككل على هذا الكوكب.[١]


تأثير الصيد الجائر على البيئة

يؤدي الصيد الجائر إلى استنزاف الأنواع، مما يؤدي إلى انقراضها، وعلى الرغم من أن الانقراض يحدث غالبًا بسبب عوامل مختلفة مثل فقدان الموائل، إلا أن الصيد لا يزال يلعب دورًا مهمًا في تقليل الأنواع، لأنه عملية ذات تأثير سلبي على النظام البيئي بأكمله، حيث تقدم الحيوانات خدمة تجعل الكوكب صالحًا للسكن، عن طريق سلسلة الغذاء، وسيؤدي الانقراض إلى تعطل النظام البيئي بأكمله، مما يؤدي إلى تداعيات خطيرة.[٢]


يؤدي الصيد الجائر إلى تناقص أعداد الحيوانات بطريقة تضر بالبيئة ككل، وفي حال عدم توفر الحلول، فسوف يستمر انخفاض أعداد الحياة البرية، الأمر الذي يمثل مشكلة كبيرة للكوكب،[٢] وفيما يلي أهم الأنواع التي تأثرت بالصيد الجائر:[٣]


الأسماك والأنواع المائية الأخرى

أدى تطور أدوات صيد الأسماك، والطلب العالمي المتزايد على المأكولات البحرية، إلى اصطياد الكثير من الأسماك من المحيطات والبحيرات والأنهار، حيث شهدت الأسماك الثمينة، مثل سمك أبو سيف وسمك القد والتونة انخفاض كبير في أعدادها، وتسبب الإفراط في صيد السمك الأبيض وسمك الحفش إلى انخفاض أعدادها أيضًا، بالإضافة إلى دور الأسماك في الإمداد الغذائي، فإن أسماك المياه العذبة والبحرية محاصرة أيضًا، لتجارة أحواض السمك.[٣]


الطيور

يتم جمع أنواع معينة من الطيور أو اصطيادها من أجل الطعام أو للمتاجرة بها كحيوانات أليفة لوضعها في الأقفاص مثل الببغاوات والطيور المغردة، حيث يتم تداول ملايين الطيور دوليًا كل عام، ويتأثر ما يقارب الـ 30% من الطيور بالصيد الجائر، خاصةً الببغاوات والحمام والدراج، على سبيل المثال، كان ببغاء كارولينا في يوم من الأيام، النوع الوحيد من الببغاء في الولايات المتحدة، ولكن تم اصطياده من أجل الغذاء وحماية المحاصيل ولاستخدام ريشه لتزين قبعات السيدات، الأمر الذي أدى إلى انقراضه في أوائل القرن الماضي.[٣]


الثدييات

لطالما كان البشر يصطادون الثدييات من أجل الفراء والطعام والرياضة وللاستيلاء على قرونها، كما تتعرض الثدييات أيضًا للصيد الجائر عن طريق تجارة الحيوانات الأليفة، وحدائق الحيوان والأبحاث الطبية، ولا يزال الصيد الجائر يهدد العديد من الأنواع، وخاصة الثدييات الكبيرة مثل النمور، ووحيد القرن، والدببة، والرئيسيات، التي تحظى أجزاء أجسامها بتقدير كبير في بعض أنحاء العالم في مجال الطب التقليدي.[٣]


البرمائيات

يتم جمع وشحن أعضاء فئة البرمائيات في جميع أنحاء العالم لتجارة الحيوانات الأليفة، والطب والتعليم (يتم تشريح الضفادع في العديد من فصول علم الأحياء)، والبحث العلمي، والطعام (تعتبر أرجل الضفادع طعام شهي في أجزاء كثيرة من العالم)، على سبيل المثال، كان الضفدع ذو الأرجل الحمراء في كاليفورنيا هدفًا للصيادين للبحث عن الطعام، وأصبح الآن من الأنواع المهددة بالانقراض، المحمي فيدراليًا، حيث استنفدت أعداده بشكل خطير في المنطقة المحيطة بسان فرانسيسكو.[٣]


الزواحف

تُصطاد الزواحف ويُتاجر بها في جميع أنحاء العالم من أجل جلودها وأصدافها، وبيضها، ولحومها، ولتجارة الحيوانات الأليفة، على سبيل المثال، أدى الصيد الجائر لبيض سلحفاة كيمب ريدلي البحرية تقريبًا إلى انقراضها، بالإضافة إلى أن بعض جلود الزواحف مثل التمساح والثعبان، وبعض أنواع السحالي، تحظى بتقدير كبير باعتبارها جلود غريبة.[٣]


اللافقاريات

تتعرض العديد من اللافقاريات، وخاصة اللافقاريات البحرية، لخطر الصيد الجائر، على سبيل المثال، محار خليج تشيسابيك، الذي كان يومًا ما جزءًا مهمًا من اقتصاد الخليج، يتراجع الآن، ويعاني الأخطبوط من انخفاض في أعداده في جميع أنحاء العالم بسبب ضغط الصيد الثقيل عليه، بالإضافة لجمع الأصداف والشعاب المرجانية للزينة والمجوهرات.[٣]


المراجع

  1. "What is Overhunting?", Conserve Energy Future, Retrieved 26/10/2021.
  2. ^ أ ب "What Effect Does Overhunting Have on the Environment?", Green Journal, 15/5/2021, Retrieved 26/10/2021.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Wildlife at Risk", NWF, Retrieved 26/10/2021.